السبت، 5 أبريل 2025

لماذا مصر من عليها المواجهة وحدها؟؟

لماذا تُعتبر مصر على خط المواجهة مع الكيان الصهيوني؟؟ 
بقلم: المعتز بالله هيكل   

في خضم التساؤلات المُثارة حول الدور المصري المُحتمل في مواجهة الكيان الصهيوني، تبرز حِججٌ تستدعي التمحيص بعيدًا عن الانفعال، مع الاعتماد على قراءة عقلانية للمشهد الجيوسياسي. وفيما يلي أبرز المحاور التي تُفسِّر الموقف المصري:  

1. المسؤولية الجيواستراتيجية: قانون الجوار والأمن القومي
   لا يُمكن التعامل مع التهديدات الأمنية بمنطق "التواكل"، فلو تعرَّض جارك المباشر لاجتياح مسلَّح، وبات وجوده مُهدَّدًا، فهل تنتظر تدخُّل دول أخرى تبعد آلاف الأميال؟ مصر تُدرك أن حدودها مع الكيان الصهيوني — والذي اغتصب أراضي عربية عبر عقود — تجعلها في مرمى الخطر أولًا. فالتاريخ يُثبت أن التهديدات لا تُحتسب ببُعد المسافة، بل بمدى القدرة على الاختراق.  

2. الجاهزية العسكرية: تراكم الخبرة vs التردد العربي 
   بينما تشهد المنطقة تراجعًا في الاستعداد العسكري للعديد من الأنظمة العربية — سواء بسبب التبعية السياسية أو الترهل الاستراتيجي — حافظت مصر على جيشٍ هو الأقوى في المنطقة، عبر استثمارٍ استمر 60 عامًا في التحديث والتسليح. فالسؤال ليس "لماذا مصر؟"، بل "مَن غير مصر؟"، خاصةً مع غياب أي نموذج عربي قادر على ملء الفراغ.  

3. فلسطين: العمق الاستراتيجي لمصر وليس سواها
   تُشكّل فلسطين حاجزًا أمنيًّا حيويًّا لمصر، فسقوطها يعني تحوُّل سيناء إلى جبهة مفتوحة، وهو سيناريو ترفضه القاهرة منذ 1948. أما الدول العربية البعيدة جغرافيًا — كالجزائر أو موريتانيا — فعمقها الاستراتيجي يختلف بحكم الموقع، ما يُعفيها من تبعات المواجهة المباشرة.  

4. حدود مُنتهَكة وأرض مُحتلة: ام الرشراش نموذجًا
   لا تزال إسرائيل تحتلّ منطقة "أم الرشراش" المصرية — التي أطلقت عليها اسم "إيلات" — منذ 1949، مما يُؤكّد أن الصراع مع الكيان الصهيوني ليس اختياريًّا لمصر، بل هو دفاع عن سيادة. فكيف تُحاسَب القاهرة إن دافعت عن أراضيها، بينما تُتهم بالسلبية إن امتنعت؟!  
5. مشروع التوسع الصهيوني: من النيل إلى الفرات
   ليست شعارات التوسع مجرد نظرية، بل هي مُدرَجة في المناهج الإسرائيلية، ومُصوَّرة على خرائط الجيش منذ نشأة الكيان. فاحتلال سيناء في 1967 كان جزءًا من هذا المخطط، واستعادة مصر لها لم يمحُ الطموحات التوسعية الإسرائيلية، ما يستدعي يقظةً دائمة.  
- خاتمة هامة
الموقف المصري ليس انحيازًا إلى "المغامرة"، بل هو تفعيلٌ لمعادلة الدفاع الشرعي. فالمصالح القومية لا تُدار بانفعال، لكنها أيضًا لا تنتظر مُنقذًا خارجيًّا.
 التاريخ يُحذّر: مَن تخلّى عن جيرانه اليوم، سيجد الغزاة على بابه غدًا.
#المعتزبالله_هيكل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق